الأسواق الآسيوية تنهار… ومؤشر نيكاي الياباني يتراجع بنسبة تقارب 8% بعد هبوط حاد في وول ستريت
شهدت الأسواق الآسيوية يوم الاثنين انخفاضات حادة، وذلك في أعقاب الانهيار الكبير الذي ضرب وول ستريت يوم الجمعة، على خلفية قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن رفع الرسوم الجمركية، ورد الفعل الصيني العنيف تجاه تلك الخطوة.
وتواصلت مؤشرات التراجع حتى في العقود الآجلة للأسهم الأميركية، حيث فقدت العقود المستقبلية لمؤشر S&P 500 نسبة 2.5%، بينما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.1%. أما مؤشر ناسداك المستقبلي، فقد هبط بنسبة 3.1%.
في اليابان، تراجع مؤشر نيكاي 225 بنسبة تقارب 8% مباشرة بعد افتتاح السوق. وبحلول منتصف اليوم، استقر المؤشر عند تراجع نسبته 6% مسجلاً 31,758.28 نقطة. وكانت الخسائر في العقود الآجلة لمؤشر توبكس حادة إلى درجة دفعت نظام التداول إلى تعليق مؤقت بفعل “كاسر الدائرة”، وهو إجراء يُستخدم لمنع التراجع الفوضوي في الأسواق.
من بين أكبر الخاسرين كان مصرف ميزوهو فاينانشيال غروب، حيث انخفضت أسهمه بنسبة 11.3%. كما فقدت أسهم مجموعة ميتسوبيشي يو إف جي المالية 9.9% وسط حالة من الذعر بين المستثمرين بشأن تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي.
ورغم أن الأسواق الصينية غالبًا ما تسير وفق مسارات مختلفة عن الاتجاهات العالمية، إلا أنها لم تكن بمنأى عن التراجع. إذ انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 9.4% ليصل إلى 20,703.30 نقطة، في حين خسر مؤشر شنغهاي المركب 6.2% واستقر عند 3,134.98 نقطة.
أما على صعيد شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة، فقد تراجعت أسهم مجموعة علي بابا بنسبة 10%، في حين هبطت أسهم تينسنت بنسبة 9.4%.
وفي كوريا الجنوبية، انخفض مؤشر كوسبي بنسبة 4.1% ليصل إلى 2,363.82 نقطة، بينما شهدت السوق الأسترالية خسائر حادة أيضًا، حيث تراجع مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة 3.8% واستقر عند 7,377.70 نقطة، بعد أن قلّص بعضًا من خسائره التي تجاوزت في البداية 6%.
وفي أسواق الطاقة، واصلت أسعار النفط تراجعها، حيث هبط الخام الأميركي بنسبة 4%، أو ما يعادل 2.50 دولار، ليسجل 59.49 دولارًا للبرميل. أما خام برنت القياسي العالمي، فقد خسر 2.25 دولار ليستقر عند 63.33 دولارًا للبرميل.
أما في سوق العملات، فقد تراجع الدولار الأميركي أمام الين الياباني، إذ بلغ 146.70 ينًا مقارنة بـ146.94 ينًا. ويُعتبر الين ملاذًا آمنًا خلال فترات الاضطراب. كما تراجع اليورو أمام الدولار ليصل إلى 1.0926 دولار، مقابل 1.0962 دولار في وقت سابق.
ويبدو أن ما شهدته الأسواق يوم الجمعة لم يكن سوى بداية لموجة اضطرابات متوقعة، حيث سجل مؤشر S&P 500 أسوأ أداء له منذ جائحة كورونا بانخفاض 6%. كما هبط مؤشر داو جونز بنسبة 5.5%، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 5.8%.
ويتوقع المراقبون أن تستمر حالة التقلب الشديد في الأسواق خلال الأيام والأسابيع المقبلة، في ظل غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى حل للأزمة التجارية بين واشنطن وبكين.
وقال ناثان توفت، كبير مسؤولي الاستثمار ومدير المحفظة في شركة “مانولايف لإدارة الاستثمارات”، إن من المرجح أن ترد مزيد من الدول على خطوة واشنطن بفرض رسوم جمركية مضادة. وأضاف: “نظرًا لتعدد الأطراف والدول المعنية، فإن التوصل إلى تسويات من خلال المفاوضات سيستغرق وقتًا طويلاً، حسب تقديرنا”.