تراجع طفيف في مؤشر S&P 500 مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي وسط زخم نتائج الشركات

الأسواق تتنفس بعد موجة مكاسب

تراجع مؤشر S&P 500 يوم الثلاثاء بنسبة 0.3% بعد أن لامس مستوى قياسيًا جديدًا في بداية الجلسة، في إشارة إلى توقف مؤقت في مسيرة المكاسب القوية التي شهدها خلال الفترة الماضية. في المقابل، ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4% ليسجل أيضًا مستوى قياسيًا جديدًا، بينما استقر مؤشر داو جونز الصناعي بالقرب من خط التعادل دون تغيرات ملحوظة.

نتائج الشركات الكبرى تترقّب الضوء

هذا الأسبوع يحمل أهمية كبيرة للمستثمرين مع اقتراب إعلان نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة بـ”السبعة الرائعة”، ومنها ميتا، ومايكروسوفت، وآبل، وأمازون، وذلك يومي الأربعاء والخميس. ووفقًا لبيانات “فاكت ست”، فقد أعلنت 170 شركة من أصل 500 في مؤشر S&P عن نتائجها حتى الآن، وحققت أكثر من 83% منها أرباحًا فاقت التوقعات.

تباين في أداء الشركات

شهدت بعض الشركات الكبرى نتائج متباينة، إذ تراجعت أسهم شركة بوينغ رغم إعلانها عن أفضل نتائج تسليم طائرات منذ عام 2018، ما يشير إلى وجود شكوك حول التوقعات المستقبلية. أما شركة بروكتر آند غامبل فقد شهد سهمها ارتفاعًا طفيفًا بعد رفع توقعاتها للعائدات السنوية وتعيين مدير تنفيذي جديد من داخل الشركة.

وفي الجهة المقابلة، جاءت نتائج شركة UPS دون التوقعات، كما لم تصدر الشركة أي توجيهات مستقبلية، في حين خيبت شركة ويرلبول الآمال بعد إعلانها نتائج ضعيفة للربع الثاني وتقليصها لتوزيعات الأرباح.

ترقب حذر لقرار الفيدرالي الأمريكي

يبقى قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، المنتظر يوم الأربعاء، هو العامل الأبرز الذي يقيّد ارتفاعات الأسواق. وعلى الرغم من التوقعات بالإبقاء على المعدلات دون تغيير، فإن المستثمرين يترقبون بيان البنك والمؤتمر الصحفي لرئيسه للحصول على مؤشرات بشأن التوجه المستقبلي للسياسة النقدية.

كما يترقب المستثمرون هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية، أبرزها بيانات الناتج المحلي الإجمالي، وأرقام التوظيف في القطاع الخاص، والتي تصدر الأربعاء، إلى جانب تقرير الوظائف الرئيسي لشهر يوليو، المقرر صدوره الجمعة.

محللون: السوق يمر بمرحلة تهدئة

قال جاي وودز، كبير المحللين الاستراتيجيين في “فريدوم كابيتال ماركتس”، إن السوق يدخل حاليًا مرحلة “هضم” طبيعية بعد سلسلة من المكاسب القوية، مشيرًا إلى أن بعض المؤشرات الفنية ترجح احتمالية حدوث تراجع مؤقت في الأداء العام. وأضاف: “التركيز سيكون منصبًا على أداء الشركات بشكل فردي، بينما يراقب السوق كيف سيتطور خطاب الفيدرالي”.

تطورات التجارة الدولية تحت المجهر

في ظل انشغال الأسواق بقرارات الفيدرالي، يترقب المستثمرون أيضًا ما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستعلن عن أي اتفاقات تجارية جديدة، خاصة مع اقتراب مهلة فرض رسوم جمركية يوم الجمعة. وفي هذا السياق، عقد مسؤولون أمريكيون وصينيون جولة جديدة من المحادثات في ستوكهولم يوم الإثنين، مما يعزز الآمال بالتوصل إلى تفاهمات تجارية.

بيانات الوظائف تحدد مسار الأسواق

من المقرر أن تصدر يوم الجمعة بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو، والتي تعتبر مؤشرًا رئيسيًا لتحركات السوق. وتشير توقعات استطلاع “داو جونز” إلى إضافة 100 ألف وظيفة فقط، مقارنة بـ147 ألف وظيفة في يونيو، مع توقعات بارتفاع طفيف في معدل البطالة من 4.1% إلى 4.2%.

تحركات الثلاثاء: مكاسب محدودة وترقب

في تعاملات يوم الثلاثاء، قلصت الأسواق بعض المكاسب المبكرة، إلا أن مؤشري S&P 500 وناسداك حافظا على توجههما الصعودي الطفيف، في ظل زخم نتائج الشركات والبيانات الاقتصادية التي قد تؤثر على قرارات خفض أسعار الفائدة مستقبلاً.

ووفقًا لآخر البيانات، ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 0.1%، وسجّل ناسداك زيادة قدرها 0.2%، بينما ظل مؤشر داو جونز في نطاق مستقر.

معطيات جديدة من سوق العمل والتجارة

أظهر تحديث مكتب إحصاءات العمل (JOLTS) انخفاضًا في عدد الوظائف الشاغرة والتعيينات خلال يونيو، مما يمهّد الطريق أمام تقرير الوظائف المنتظر. في المقابل، أظهرت بيانات رسمية ارتفاع ثقة المستهلكين في يوليو، رغم استمرار القلق بشأن توفر فرص العمل.

كما سجل العجز التجاري للسلع في الولايات المتحدة أدنى مستوياته خلال عامين في يونيو، مع تراجع الواردات واندفاع الشركات للاستيراد قبل تطبيق الرسوم الجمركية.