ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت في مصر بالتزامن مع صعود الخردة عالميًا
شهدت الأسواق المحلية في مصر اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الحديد والأسمنت، وسط موجة من التغيرات في السوق العالمية، خاصة بعد الزيادة التي طرأت على أسعار الخردة في الأسواق الدولية. هذه التطورات تأتي في ظل تحركات مستمرة بأسعار المواد الخام وتأثر السوق المحلي بعدة عوامل اقتصادية، من أبرزها تقلبات أسعار الصرف.
أسعار الخردة والمواد الخام عالميًا
وفقًا للبيانات الأخيرة من السوق العالمية، بلغ سعر طن الحديد الخردة نحو 353 دولارًا، مسجّلًا ارتفاعًا بنحو 14 دولارًا مقارنة بالأسبوع السابق. أما سعر خام الحديد فقد استقر عند حدود 100 دولار للطن. وفيما يتعلق بمربعات الصلب المعروفة باسم “البيلت”، فقد تراوحت أسعارها بين 480 و540 دولارًا للطن، ما يعكس حالة من التذبذب في الطلب والعرض عالميًا.
كما سجلت أسعار حديد التسليح عالمياً ما بين 635 و650 دولارًا للطن، فيما بلغ سعر لفائف الأسلاك نحو 670 دولارًا للطن. وتعكس هذه الأرقام ضغوطًا متزايدة على سوق الحديد في مصر، نظرًا لاعتماد المصانع المحلية على استيراد المواد الخام أو تأثرها بشكل مباشر بالأسعار العالمية.
أسعار الحديد اليوم في السوق المحلي
تأثرت أسعار حديد التسليح في مصر بارتفاع أسعار الخردة عالميًا، بالإضافة إلى العوامل المحلية التي تشمل تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار وارتفاع تكاليف الإنتاج. وخلال بداية الشهر الحالي، قفز سعر طن الحديد ما بين 1700 إلى 1980 جنيهًا، وسط توقعات باستمرار موجة الارتفاع خلال الأيام القادمة.
المستهلكون والمطورون العقاريون يترقبون باستمرار حركة أسعار الحديد، كونها عنصرًا أساسيًا في قطاع التشييد والبناء، وتؤثر بشكل مباشر على تكلفة المشروعات العقارية والبنية التحتية.
أسعار الأسمنت الرمادي اليوم في مصر
أما بالنسبة للأسمنت، فقد سجل سعر طن الأسمنت الرمادي في السوق المصري نحو 1668 جنيهًا، بحسب أحدث البيانات من بوابة الأسعار المحلية. وعلى الرغم من أن الارتفاع في سعر الأسمنت ليس بنفس وتيرة الحديد، إلا أن هناك تحركات طفيفة شهدها السوق في الفترة الأخيرة نتيجة صعود سعر الدولار أمام الجنيه، ما زاد من تكاليف الإنتاج والنقل.
أسباب الارتفاع وتأثيراته
يرجع هذا الارتفاع في أسعار مواد البناء إلى مجموعة من العوامل، أبرزها تقلب أسعار الصرف في مصر، وارتفاع تكاليف استيراد المواد الخام، وزيادة أسعار الطاقة والوقود. كما تلعب الأزمات الاقتصادية العالمية، والتوترات في سلاسل التوريد، دورًا في تقليص المعروض وزيادة الطلب، وهو ما ينعكس بدوره على الأسعار المحلية.
توقعات السوق خلال الفترة المقبلة
يتوقع الخبراء أن تستمر أسعار الحديد والأسمنت في حالة من التذبذب خلال الأسابيع القادمة، خاصة مع استمرار التقلبات في السوق العالمية. ويشير مراقبون إلى أن أسعار الخردة العالمية قد تشهد مزيدًا من الارتفاع، مما سيؤدي إلى زيادة تكلفة التصنيع محليًا، وبالتالي ارتفاع الأسعار النهائية للمستهلكين.
كما يتوقع أن يتأثر السوق العقاري في مصر بشكل جزئي بارتفاع تكلفة مواد البناء، ما قد يؤدي إلى تباطؤ نسبي في بعض مشروعات البناء الصغيرة أو تأجيل خطط التطوير العقاري.
خلاصة
تشهد الأسواق المصرية هذه الفترة موجة من التقلبات في أسعار الحديد والأسمنت نتيجة عوامل محلية ودولية متشابكة، من أبرزها ارتفاع أسعار الخردة عالميًا وتحرير سعر الصرف. وبينما يتابع المواطنون والمستثمرون هذه التطورات عن كثب، يبقى مستقبل الأسعار مرهونًا بتطورات الاقتصاد العالمي والمحلي على حد سواء.