بوفيت يعرب عن خيبة أمله في خطة تقسيم “كرافت هاينز” والأسهم تتراجع

أعرب الملياردير والمستثمر الشهير وارن بافيت عن خيبة أمله العميقة تجاه خطة تقسيم شركة “كرافت هاينز”، والتي تفكك فعليًا صفقة الاندماج الضخمة التي قادها بنفسه قبل عقد من الزمان. وفي أعقاب تصريحاته لشبكة CNBC الإخبارية، تراجعت أسهم الشركة بأكثر من 5%، مما يعكس قلق المستثمرين من مستقبل عملاق الأغذية.

خيبة أمل المستثمر الأكبر

تُعد شركة “بيركشاير هاثاواي”، التي يرأسها بافيت، أكبر مساهم في “كرافت هاينز” بحصة تبلغ 27.5%، وهي حصة لم تمسها الشركة منذ إتمام صفقة الاندماج في عام 2015. وأوضح بافيت في حديثه أن فكرة الاندماج لم تكن “عبقرية” كما كان مأمولاً، لكنه لا يعتقد أن تقسيم الشركة الآن هو الحل لمشاكلها القائمة. وأشار إلى أن جريج أبيل، الذي من المقرر أن يخلفه في قيادة “بيركشاير هاثاواي” بنهاية العام، قد عبر أيضًا عن خيبة أمله لإدارة “كرافت هاينز”.

تفاصيل خطة التقسيم

بموجب الخطة التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء، سيتم فصل “كرافت هاينز” مرة أخرى إلى شركتين مستقلتين. ستركز الشركة الأولى على المنتجات سريعة النمو مثل الصلصات والأطعمة القابلة للدهن والوجبات طويلة الصلاحية. أما الشركة الثانية، فستحتفظ بالعلامات التجارية الأساسية في أمريكا الشمالية مثل “أوسكار ماير” وشرائح جبن “كرافت” ووجبات “لانشابلز”.

وصرح ميجيل باتريسيو، الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة “كرافت هاينز”، في بيان له: “علاماتنا التجارية أيقونية ومحبوبة، لكن التعقيد في هيكلنا الحالي يجعل من الصعب تخصيص رأس المال بفعالية وتحديد أولويات المبادرات. من خلال الانقسام، يمكننا توجيه المستوى المناسب من الاهتمام والموارد لإطلاق العنان لإمكانات كل علامة تجارية لتحقيق أداء أفضل وخلق قيمة طويلة الأجل للمساهمين”.

تاريخ من التحديات منذ الاندماج

تم تأسيس “كرافت هاينز” في عام 2015 بعد صفقة اندماج بلغت قيمتها 46 مليار دولار، قادتها “بيركشاير هاثاواي” بالتعاون مع شركة الأسهم الخاصة “3G Capital”. أدت الصفقة إلى إنشاء ثالث أكبر شركة أغذية في أمريكا الشمالية، لكنها سرعان ما واجهت صعوبات.

فقد عانت الشركة من تراجع المبيعات لسبعة أرباع متتالية، وتراجعت قيمة أسهمها بنحو 70% منذ الاندماج. يُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تغير أذواق المستهلكين الذين أصبحوا يفضلون الخيارات الصحية والأطعمة الطازجة، بالإضافة إلى سياسات خفض التكاليف الصارمة التي تبنتها “3G Capital” والتي أعاقت الاستثمار في تطوير العلامات التجارية في وقت كانت في أمس الحاجة إليه. يذكر أن “3G Capital” قد تخلصت من استثمارها بالكامل في الشركة عام 2023.

وكان بافيت قد اعترف في عام 2019 بأن شركته “دفعت أكثر من اللازم” مقابل الاستحواذ على “كرافت”.

خطوة على غرار المنافسين ومستقبل الاستثمار

تأتي هذه الخطوة في أعقاب تحركات مماثلة من عمالقة آخرين في قطاع الأغذية، مثل شركة “كيلوج” التي فصلت علاماتها التجارية الأكثر شعبية في شركة جديدة. ويرى المحللون أن “كرافت هاينز” ربما تسعى إلى “تحضير وصفة مماثلة” لإعادة القيمة لسهمها المنهار.

أما عن مستقبل استثمار “بيركشاير هاثاواي”، فقد أكد بافيت أن الشركة ستفعل دائمًا ما هو في مصلحتها، لكنه شدد على أنها لن تقبل أي عرض لشراء حصتها بشكل مجمع ما لم يحصل جميع المساهمين الآخرين على نفس العرض.

من المتوقع أن يتم إغلاق صفقة التقسيم بحلول النصف الثاني من عام 2026، وسيتولى الإشراف عليها نائب رئيس مجلس الإدارة جون كاهيل.